2025-07-07 09:54:14
تشهد العلاقات بين مصر وإثيوبيا تطورات مهمة في الفترة الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بقضية سد النهضة الإثيوبي وتأثيره على حصة مصر من مياه النيل. تعتبر هذه القضية من أكثر الملفات تعقيدًا في العلاقات الثنائية، حيث تسعى الدولتان إلى تحقيق مصالحهما مع الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

سد النهضة والتحديات المائية
لا تزال مفاوضات سد النهضة الإثيوبي الكبير تمثل نقطة خلاف رئيسية بين مصر وإثيوبيا. فبينما تؤكد إثيوبيا على حقها في التنمية واستغلال الموارد المائية لتوليد الكهرباء، تُعرب مصر عن مخاوفها من تأثير السد على تدفق مياه النيل، الذي يعتمد عليه ملايين المصريين في الزراعة ومياه الشرب. وقد شهدت المفاوضات بين البلدين تعثرًا متكررًا، رغم الجهود الدبلوماسية والوساطات الإقليمية والدولية.

التعاون الاقتصادي والاستثماري
على الرغم من الخلافات حول ملف المياه، تسعى مصر وإثيوبيا إلى تعزيز التعاون في مجالات أخرى، مثل التجارة والاستثمار. فقد شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا في التبادل التجاري بين البلدين، كما أبدت الشركات المصرية اهتمامًا بالاستثمار في قطاعات البنية التحتية والطاقة في إثيوبيا. وتعتبر مصر من أهم الشركاء الاقتصاديين لإثيوبيا في المنطقة، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون المشترك.

السياسة الإقليمية والأمن
تلعب كل من مصر وإثيوبيا أدوارًا مهمة في الاستقرار الإقليمي، خاصة في منطقة القرن الأفريقي. وتتعاون الدولتان في بعض الملفات الأمنية، مثل مكافحة الإرهاب وتهريب الأسلحة. كما أن مصر تدعم جهود إثيوبيا في تحقيق التنمية المستدامة، بينما تسعى أديس أبابا إلى تعزيز علاقاتها مع القاهرة لتحقيق التوازن في سياساتها الخارجية.
مستقبل العلاقات بين البلدين
رغم التحديات، فإن مستقبل العلاقات بين مصر وإثيوبيا يحمل فرصًا كبيرة للتعاون في مجالات الطاقة والتجارة والأمن. وقد تكون الحلول الدبلوماسية والتفاوضية هي المخرج الأمثل لأزمة سد النهضة، مما يعزز الثقة بين الجانبين ويفتح الباب لمزيد من الشراكة الاستراتيجية.
في النهاية، تبقى العلاقات المصرية الإثيوبية علاقة معقدة تجمع بين التنافس والتعاون، لكنها تظل محورية في تشكيل مستقبل المنطقة.